الخميس، 16 يونيو 2011

بالصور..التفاصيل الكاملة للقبض على الجاسوس الإسرائيلى "جرابيل" بمصر

قررت نيابة أمن الدولة العليا طواريء فى مصر يوم الأحد الموافق 12 يونيو حبس ضابط موساد إسرائيلي 15 يوماً علي ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له تهمة التجسس والاضرار بالأمن القومي للبلاد .
وأعلن المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمى للنيابة العامة أن النيابة ألقت القبض على الجاسوس الإسرائيلى "إيلان تشايم جرابيل" فى أحد الفنادق بوسط القاهرة.
وأوضح المستشار السعيد فى بيان له أن النيابة العامة كانت قد تلقت معلومات من المخابرات العامة أشارت إلى أن الجاسوس المذكور قد تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض الإحتياجات للجانب الإسرائيلى وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها للجانب الإسرائيلى من خلال نشاطه فى التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير والتواجد فى أماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام والوقيعة بين الجيش والشعب بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الإنفلات الأمنى ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والإقتصادية والإجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة.
وأشارت معلومات المخابرات العامة إلى أن المتهم كان

بصفعة "إيلان" .. مصر الثورة تنتقم سريعا من وقاحة داغان

يبدو أن المفاجأة التي فجرتها السلطات المصرية في 12 يونيو حول إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلى "إيلان تشايم جرابيل" في أحد الفنادق بوسط القاهرة جاءت في توقيت مناسب جدا لإنقاذ أرض الكنانة من أية مخططات شيطانية جديدة تستهدف الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين .
فمعروف أن البعض وجه أصابع الاتهام لإسرائيل فيما شهدته منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة من أحداث طائفية في 7 مايو ، إلا أن هناك من وقع وللأسف في الفخ الصهيوني المنصوب لثورة 25 يناير سواء كان ذلك عبر تنظيم الاعتصامات أو المطالبة بحماية دولية للمسيحيين في أرض الكنانة .
ولعل ما ضاعف الحزن أكثر وأكثر أن تفاصيل المؤامرة الصهيونية كانت واضحة تماما ، إلا أن هناك من تناسى أيضا تضحيات شهداء الثورة المجيدة والمشهد التاريخي في ميدان التحرير عندما دافع كل من المسلم والمسيحي عن بعضهما البعض في وجه رصاص نظام مبارك السابق .

الأحد، 29 مايو 2011

جواسيس يهود تزوجوا فلسطينيات على انهم عرب ومسلمين لاختراق المجتمع الفلسطينى

تاريخ اليهود ملئ بالسواد والجرائم التي لو اكتشفت وعرفها العالم لعرف حقيقة هؤلاء البشر ومدى فسادهم وافسادهم ومدى بشاعة الجرائم التى ارتكبوها فى حق البشرية لذلك هم يخافون من الكشف عن الوثائق السرية التى لديهم رغم مرور المدة القانونية المعروفة عالميا وهى 50سنه للكشف عن الوثائق السرية بل العكس  بدل كشفها جددت سريتها قبل فترة وجيزة بأمر من رئيس الحكومة نتنياهو، مما يشير إلى رعبهم من سجلاتهم ومن تاريخهم، الذي يتعلق عشية إقامة دولة يهودية في فلسطين وما تلا ذلك خلال العقدين الأولين . 
 وكانت صحيفة "هآرتس"  العبرية قد انتقدت تمديد سرية الوثائق ، بعد ان حاولت عبر القضاء خلال ثلاث سنوات الحصول على الحق بالاطلاع على الوثائق التي مضى عليها 50 سنة، وأشارت إلى أن الخوف هو من سجلات ما جرى في دير ياسين مثلا، ويبدو أن كل ما نشر من عمليات التطهير العرقي ، والقتل الجماعي ( المذابح الجماعية) لدفع الفلسطينيين للهرب من وطنهم ، وإزالة القرى والبلدات الفلسطينية (هدمت ودمرت أكثر من 500 بلدة فلسطينية) يخفي في طياته حقائق ما زالت السلطة مرعوبة من إسقاطات كشفها رغم مرور 50 سنة وأكثر على ارتكابها.
الجواب لم يتأخر كثيرا، وصلني خبر- تقرير من أحد المواقع العبرية تحت عنوان :" عملاء المخابرات( اليهود) تزوجوا من نساء عربيات، الأولاد تسجلوا كيهود "
وضمن شرح الموضوع جاء:"فقط الآن مستعد الشاباك (جهاز الأمن الإسرائيلي ) أن يقر بان عددا من عملائه ( اليهود)أُقنعوا في العقدين الأولين بعد إقامة الدولة، أن يتزوجوا من نساء عربيات، دون أن تعرف النساء أن أزواجهن هم يهود ".
وجاء في نص الخبر: فضيحة كبيرة في الطريق. جهاز الأمن العام في إسرائيل يسمح الآن بالكشف أن عشرات من عملائه ( اليهود)أقنعوا(أو كلفوا)  في العقدين الأولين للدولة بالزواج من عربيات، مواطنات البلدات والأحياء العربية في جميع أنحاء إسرائيل ، دون أن تعرف النساء ( وعائلاتهم طبعا) إن أزواجهن هم يهود يعملون في جهاز الأمن العام ، وأن الهدف كان زرع جواسيس داخل المواطنين العرب ، من أجل أن يرسلوا تقاريرهم حول ما يجري في الوسط العربي.. وعمليا ابقاء الأقلية العربية تحت المراقبة.
سأروي التفاصيل دون أن أتشاطر بالاستنتاجات، لأني مهما أتشاطر لن أوفي هذه الجريمة ما تستحقه من رد، لا على المستوى الإنساني، ولا الحقوقي، وما يرعبني أن تكون هذه الظاهرة سائدة ومتواصلة، في العالم العربي أيضا.
 التقرير  يطرح موضوع يهودية الأولاد الذي أنجبوا بسبب هذا الزواج، وسأتعرض له ضمن عرض الموضوع، فالطفل الذي يولد بالخداع مصيره صعب، اجتماعيا ونفسيا ، وهذا يعترف به التقرير، رغم أن الحاخام الرئيسي الأسبق للجيش في وقته قرر انه لا ضرورة لتهويدهم ، لأنهم تسجلوا كيهود لكل شيء ، وبعضهم أصبحوا ضباطا في الجيش أو في وظائف حكومية... والبعض غرق في المخدرات والجريمة والضياع النفسي والشخصي.
التقرير- الخبر يشير إلى أن هذا الموضوع سينشر في المجلة العسكرية المستقلة    الجديدة لشؤون الجيش والأمن.  (ISRAELDEFENSE)
 ويشير التقرير أن هذه ليست القنبلة الوحيدة التي ستفجرها المجلة.
انفصام بشخصيات الأبناء
هذه المأساة الفلسطينية التي يكشف عنها، استمرت حتى منتصف سنوات الستين، عندها تقرر في القيادات الأمنية الإسرائيلية، الكشف للنساء العربيات عن السر في حياتهن، بأنهن متزوجات فعليا ليهود، عملاء في جهاز الأمن.
 نتائج هذه الجريمة، أو الفضيحة، غير الإنسانية، والتي من الصعب أن تصدق، تتواصل إسقاطاتها حتى اليوم، بعد أكثر من 50 سنة. أبناء عملاء المخابرات الذين أطلق عليهم اسم "مستعربين" ما زالوا يواجهون أزمات مصدرها من هويتهم المشوهة، وعائلاتهم تحاول أن تجمع تشققات شخصياتهم.
جهاز الأمن ( الشاباك) ، حسب التقرير كان سيمحو هذه الفضيحة من كتب التاريخ لو كان يستطيع ذلك، ولكن الأمر غير ممكن ، وعليه الاهتمام بالنساء المخدوعات وأولادهن الذين ولدوا، وان يدفع لهم مخصصات معيشة ( معاشات) وهو يفعل ذلك حتى اليوم.
المجلة تكشف، أن بداية هذه الفضيحة (المأساة- الجريمة) كانت في بداية الخمسينات.فترة قصيرة بعد إقامة الدولة.
كانت الأقلية العربية التي ظلت في وطنها، خاضعة لحكم عسكري، لكل قرية كان حاكما عسكريا من الجيش. المفهوم الأمني الذي ساد أجهزة الأمن كان انه في القريب العاجل أو في موعد متأخر أكثر ستقوم الجيوش العربية بمهاجمة إسرائيل، وعرب إسرائيل سيتحولون إلى "طابور خامس" ينضم للعدو في الحرب.
على اساس هذه المفاهيم،اقيمت وحدات مستعربين تابعين لجهاز الأمن ، بمبادرة رئيسه في ذلك الوقت ايسر هرئيل،الذي كان  رئيسا للموساد أيضا .
مهمة إقامة وحدات المستعربين كلف بها ضابط اسمه شموئيل موريا، احد ضباط القسم العربي في الشاباك، والتي مهمتها كانت إفشال عمليات تجسس من جانب الدول العربية.
ايسر هريئيل طلب منه أن يقيم وحدة من شباب يندمجوا بالمواطنين العرب، ويعيشوا في وسطهم لفترة طويلة. وسيكون لهم دورا عندما تنشب الحرب بين إسرائيل والدول العربية.
شموئيل موريا باشر فورا بتجنيد عشرات الشباب، معظمهم مهاجرين جدد ، وصلوا من الدول العربية المختلفة في موجة الهجرة اليهودية التي عصفت بيهود العالم العربي .
المجندون الشباب اليهود ، جرى اعدادهم  خلال أشهر طويلة، في المدرسة العسكرية البريطانية السابقة قرب مدينة الرملة... والتي أصبحت قاعدة للمخابرات الإسرائيلية.
المهمة أوكلت ليهود شباب من مهاجري العراق، "لتحويلهم" إلى عرب فلسطينيين ، قادرين على الاندماج بالوسط العربي دون إثارة الشكوك. الإعداد كان متنبها لكل التفاصيل.أرسل الشباب للعمل في مصانع مختلفة في البلاد حيث كان يعمل العرب أيضا، من أجل التمرن أكثر على اللهجة الفلسطينية، والاحتكاك بالجمهور العربي الواسع.
بعد سنة صعبة جدا من الإعداد، كان كل مستعرب يملك هوية جديدة وقصة تغطية مفصلة للاجئ من لاجئي 48 ، ثم بدا دمجهم بالجمهور العربي في البلدات العربية ومضارب البدو في النقب. وعائلات اؤلئك الشباب لم تعرف ماذا يفعل أبنائها وأين هم موجودين ولم يكن مسموحا للشباب أن يكشفوا شيئا من ذلك..
المرحلة الثانية كانت دفعهم للزواج من نساء عربيات، وأكثريتهم تزوجوا من نساء مسلمات.. بأعراس حسب العادات المتبعة وعلى أساس عقد القران الإسلامي.. وواصل المستعربين حياتهم المزدوجة ، كمسلمين "متدينين" ، وعملاء للشاباك.. ورجال عائلة مستقيمين. ولكن كلما مر الوقت ازداد ضغط العملاء للعودة إلى عائلاتهم اليهودية.
فقط في بداية الستينات ،بدأت خلافات عميقة في قيادة أجهزة الأمن ، حول استمرار نشاط المستعربين، أو الأصح حول الطريق لإنهاء هذه القضية المشينة ، إذ كان واضحا،أن الفائدة التي جناها المستعربين للأمن الإسرائيلي هي غير ذات قيمة ، مقابل الثمن الشخصي الذي اضطروا إلى دفعه.( طبعا لا يذكرون الثمن التدميري الرهيب لعشرات النساء العربيات المخدوعات والمضللات ولمأساة الأولاد والعائلات العربية عندما ينكشف الخداع بأبشع صوره وأكثرها مأساوية.)
كشف السر الرهيب
جهاز الأمن قرر حل الوحدة. وقائدها موريا واجه حيرة كبرى.هل يترك النساء والأطفال في البلدات العربية، ويعيد الشباب اليهود لعائلاتهم؟ أو يطلب من النساء العربيات تغيير دينهن لليهودية، وتربية أولادهن كيهود؟
المستعربون أنفسهم رفضوا ترك عائلاتهم وأولادهم. لذا تقرر كشف السر للعائلات ، وإعادة توطينهم بمحيط يهودي في إسرائيل.
ودعا الشاباك الأزواج زوجا زوجا ، وكشف للنساء المصدومات إنهن متزوجات من يهود عملاء للمخابرات. الصدمة كانت كبيرة. هناك نساء أصبن بالإغماء، وانفجرن بالبكاء.
الكثيرات منهن رفضن تغيير دينهن. والمشكلة الصعبة كانت مع الأولاد. وتقرر في مجلس الحاخامات اعتبار الأولاد كيهود بدون عملية التهويد.
الوفاق العائلي الكاذب لم يستمر لدى قسم من الأزواج. مثلا بعد حرب الأيام ألستة، قررت إحدى النساء أنها غير قادرة أن تعيش بإسرائيل، وان تربي ابنها كإسرائيلي.وان تظل متزوجة لرجل أمن .كانت وطنية عربية، أخذت ابنها وهاجرت إلى عمان، وهناك تزوجت من احد قادة المنظمات الفلسطينية.
بعض العائلات تفككت، بعضها حاول أن يبني نفسه من جديد. الشاباك واصل دفع معاشات لأبناء العائلات لسنوات طويلة بعد ذلك.
مأساة لكل العمر
يعترف الشاباك أن أبناء تلك العائلات حاولوا أن يبنوا أنفسهم ، وان ينسوا ماضيهم. من أين جاءوا؟ ولكن لم يستطيعوا ذلك. بين الأولاد هناك عدد نجحوا بحياتهم، ولكن أكثريتهم ظلوا بالخلف. يعانون من مشاكل حتى اليوم.احد الأولاد تجند للجيش. سأل المسئول العسكري: لمن أوجه فوهة بندقيتي، لعائلتي العربية أو لعائلتي اليهودية؟
 ولم يتلق جوابا.
بعض الأولاد مروا على ظروف متقلبة وقاسية في حياتهم الشخصية، وبعضهم تورطوا بالجرائم والضياع.
لا توجد معلومات حول العدد، وفي الوسط العربي لم أسمع عن الموضوع إطلاقا، ولم ينشر عنه، وأظن أن ما انشره اليوم هو أول كشف عن هذا الموضوع بالعربية.
 لا أظن أن القضية يجب أن تنتهي بمجرد النشر.
ما حدث هو جريمة إنسانية بشعة جدا لا تقل عن قتل مجموعة سكانية بدون سبب.
 ربما من الضروري حث العائلات المنكوبة بهذه المؤامرة المشينة ،أن تكشف تفاصيل ما لديها، فهم ضحايا معتدى على شرفهم وكرامتهم وهويتهم وإنسانيتهم، وشرفهم هو شرف كل أبناء شعبنا الذي امتهن بأبشع وأنذل الأشكال الممكنة.وان يتم كشف ذلك للعالم اجمع حتى يعرف حقيقة هذه الدولة اليهودية وانها مجرد مجموعة من المجرمين لا ترعى اى مبادئ اواخلاق اوقوانين وان يتم محاكمة المسوؤلين اليهود عن هذه الجريمة اما الجنائية الدولية .

الجمعة، 18 مارس 2011

المخابرات فى الاسلام

ازدادت حاجة المسلمين إلى الاستخبارات منذ خرج النبي ( محمد صلي الله عليه وسلم ) من مكة مهاجراً إلى المدينة يرافقه صاحبه ( أبو بكر الصديق ) وبعدها حدثت عدة عمليات .. منها :
أخبار أيام الهجرة الأولى : في الطريق إلى المدينة كمنا في غار حراء ثلاثة أيام . وكان ( عبد الله بن أبي بكر ) يحمل لهما أخبار أحوال المسلمين والكفار في مكة أولاً بأول .
سرية ( عبد الله بن جحش ) : في السنة الثانية للهجرة , كلف النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ( عبد الله بن جحش ) , برصد تحركات قريش , ومعرفة أخبارهم إذا يروى أن رسول الله دفع إلى ( ابن جحش ) كتاباً أمره ألا يفتحه إلا بعد مسيرة يومين , وينفذ ما فيه .
ولما فتح الكتاب في حينه , قرأ نصه : " إذا نظرت في كتابي هذا , فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف , فترصد بها قريشا , وتعلم لنا من أخبارهم " .
أعلن ( عبد الله بن جحش ) محتوى الكتاب على رفاقه , وساروا نحو غايتهم السامية في مهمتهم الاستطلاعية لقوات المشركين , والتقوا بثلاثة تخلفوا عن قافلة لقريش حتى يحصلوا على معلومات عن قوات المسلمين , فاشتبك معهم ( عبد الله بن جحش ) ورجاله , وقتل أحدهم , واقتاد الآخرين إلى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) يستجوبهم .
عيون علي أبي سفيان : في غزوة بدر الكبرى , خرج ( صلى الله عليه وسلم ) من المدينة , وسار مع أصحابه حتى اقتربوا من ( الصفراء ) , وبعث من يأتيه بأخبار ( أبي سفيان بن حرب ) , وأخبرته العيون أن قريشاً سارت إلي ( أبي سفيان ) ليمنعوا إبله وتجارته حتى لا تقع في أيدي المسلمين .
وفي غزوة بدر أيضاً , أرسل النبي اثنين من المجاهدين للحصول على معلومات عن قوات المشركين , فوجد أحدهما غلامين لقريش يستقيان من بئر بدر , فأحضرهما إلى الرسول الكريم , وسألهما عن عدد الجمال التي ينحرونها
للجيش , فأجابا بأنهم ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً .. ومن ذلك أدرك ( عليه الصلاة والسلام ) أن عدد مقاتلي المشركين يتراوح بين 900 - 1000 , لأن عادة العرب أن يخصصوا بعيرا لكل مائة رجل .
علي بن أبي طالب في مهمة : عملية التموية التي قام بها ( علي بن أبي طالب ) - كرم الله وجهه - لم تكن عملية المخابرات الأولى ولا هي الأخيرة , إذ أن النبي عليه الصلاة والسلام أمره بعد موقعة أحد , أن يقتفي أثر الكفار ويستطلع نواياهم , فوجد أنهم جنبوا الخيل وامتطوا الإبل , فعرف أنهم عائدون إلى مكة , بعد أن مثلوا بكثير من قتلى المسلمين , جدعت نساؤهم الأنوف , وقطعن الآذان , واتخذن منها قلائد .. وبقرت ( هند ) بنت عتبة بطن ( حمزة ) عم رسول الله .
وأمر رسول الله بتغطية جثمان ( حمزة ) ببرده , ثم صلي عليه وعلى القتلى 72 صلاة , وأمر بدفنهم .
حيلة نعيم بن مسعود : علم النبي أن قريشاً عبأت جيوشها و ( بني غطفان ) , وانشغلت بمحاولة استمالة قبيلتي ( بني قريظة ) و ( بني أشجع ) , للتحالف معها والحنث بعهدهما للنبي , توطئة لمهاجمة المسلمين في المدينة .. بادر النبي فأمر بحفر خندق حول يثرب , كان الأول من نوعه , وكان مفاجأه أذهلت الكفار وعوقتهم عن مهاجمة المدينة .
كما جعلتهم صيداً سهلاً لسهام المسلمين , وتحقق النصر للمسلمين , خصوصاً وأن أمل قريش في استمالة ( غطفان ) و ( بني اشجع ) إلى جانبهم قد خاب بفضل ( نعيم بن مسعود ) .. فماذا فعل ؟؟
( نعيم بن مسعود ) .. من وجهاء بني غطفان .. أسلم سرا ولم يشهر اسلامه بين قومه .. ذهب إلى النبي محمد وأكد له خبر محاولة قريش وبني غطفان حض ( بني قريظة ) و ( بني اشجع ) على خيانة المسلمين والنكوص بعهدهم , وقال ( نعيم ) إنه طوع أمر رسول الله , فكلفه الرسول بإفساد مؤامرتهم بالحيلة إذا استطاع .

ذهب ( نعيم ) إلى ( بني قريظة ) أعزل من أي سلاح .. إلا سلاح المكر والدهاء , فأوقع بينهم وبين قريش وغطفان , زرع في نفوسهم الشك والارتياب , وحذرهم من أنهم سوف يتخلون عنهم حين تدور الدوائر , بعد أن يكونوا قد خسروا حلف المسلمين وحسن جوارهم , وتأكيداً لصدق رأيه نصحهم بأن يطلبوا من قريش وغطفان رهناً من أشرافهم , يظلون بأيديهم حتى يضمنوا صدقهم واستمرار نصرتهم .
تركهم ( نعيم ) بعد أن أقنعهم بحيلته , وذهب إلى قريش وغطفان , وأخبرهم أن بني قريظة يضمرون لهم شراً , وأنهم رافضون للحلف المعروض عليهم , راغبون في استمرار تحالفهم مع المسلمين , وقد أرسلوا إلى النبي يؤكدون وفاءهم بالعهد , واستعدادهم لأخذ رجال من أشراف قريش وغطفان وتقديمهم ليضرب المسلمون أعناقهم .
أوفدت قريش وغطفان ( عكرمة بن أبي جهل ) في رهط منهم إلى ( بني قريظة ) يستنفرهم للقتال , فامتنعوا بحجة أنهم لا يقاتلون يوم السبت , واشترطوا إعطاءهم رهناً من رجالهم يحتفظ بهم ( بنو قريظة ) ضماناً لعدم التخلي عن العهد إذا اشتدت المحنة .. ورفضت قريش وغطفان شرط الرهن .. واقتنعت كل الأطراف بصدق ( نعيم بن مسعود ) , ودب التخاذل في صفوف الأحزاب , ثم كانت مفاجأة الخندق , وتحقق نصر المسلمين .
ومما يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمد في غزواته وغاراته على القوافل المكية على المعلومات التي كان يزوده بها أعوانه في مكة , بينما لم يكن للكفار من يزودهم بأخبار المسلمين والأنصار في المدينة .
وكان النبي صلي الله عليه وسلم يوصي المسلمين بكتمان أسرارهم , لعلهم يصيبون العدو على غير استعداد , وينتصرون دون سفك دماء أو إزهاق أرواح , كما حدث قبيل فتح مكة , إذ صدر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر
كريم " أن يحفظ المسلمون أسرارهم , ويضنوا بمخبآت ضمائرهم , لعلهم يصيبون قريشاً على غير استعداد , ويدخلون مكة من غير كيد أو عناد .. فلا يسفك في البلد الحرام دماً , ولا يزهق روحاً , ولا يثير حرباً , ولا يذكى ضرام عداء "